ما هي قصة سيدنا سليمان مع بلقيس؟

إن الله سبحانه وتعالى أعطى نبيه سليمان ملكًا لم يعط لأحدٍ غيره أبدًا، وكان نبي الله يحرص على أن يتفقد جنده ويشرف على ملكه بانتظام، وفي ذات الأيام لم يجد الهدهد بين الطيور، فوعد بعذابه لو كان من المقصرين، ولما جاء الهدهد أخبر سليمان عليه السلام أنّه رأى قومًا تحكمهم امرأة وهي بلقيس، وهم يسجدون للشمس من دون الله، فقرر سليمان أن يرسل لها كتابًا كانت بدايته: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}. [سورة النمل: الآية 30] وحمل الهدهد الكتاب وألقاه على بلقيس وكان مضمونه دعوتها وقومها إلى الإسلام، فشاورت بلقيس قومها، ووصفت الكتاب بالكريم، فقررت الملكة بلقيس أن ترسل لسليمان هدية بتفكيرها بحكمة، وليتمكن الرسل من التعرف على ملك سليمان الذي تجهله بلقيس، فلما وصلت الهدايا إلى نبي الله سليمان، فحشد سليمان الجيش كلها واستعرض ملكه أمام رسل بلقيس، ثمّ قدموا له هديتهم من الذهب الخالص، ولكنها أمام ملك سليمان لا شيء بالرغم من قيمتها عندهم، فعادوا إلى الملكة خائفين، وطلبوا منها أن تأتيه بنفسها، بعد إدراكهم أنهم لا طاقة لهم بجيش نبي الله سليمان، فطلب سليمان من رجاله أن يأتوه بعرش بلقيس قبل أن تصل إليه، فانبرى لهذه المهمة الذي عنده علمٌ من الكتاب فأحضره قبل أن يرتد طرف سليمان إليه، فوصلت بلقيس وانبهرت لما رأت من عظيم الملك ولما رأت عرشها وقالت كأنه هو، ومع دخولها القصر الممرد أعلنت بلقيس إسلامها وتبعها قومها، وتصف الآية الكريمة ذلك بقوله تعالى: {قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}. [سورة النمل: الآية 44]