كم عدد مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله؟

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد الخلق وخاتم المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد

فإن مفاتيح الغيب التي لا يعلمها إلا الله هي خمسة أمور، وقد ورد ذكرها في الحديث الشريف الذي ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما وراه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “مِفْتَاحُ الغَيْبِ خَمْسٌ لا يَعْلَمُهَا إلَّا اللَّهُ: لا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في غَدٍ، ولَا يَعْلَمُ أَحَدٌ ما يَكونُ في الأرْحَامِ، ولَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا، وما تَدْرِي نَفْسٌ بأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ، وما يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ المَطَرُ”. [صحيح البخاري: 1039] كذلك وردت القرآن الكريم في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}. [سورة لقمان: 34] فمفاتيح الغيب هي خزائن الغيب أو كل أمرٍ يتوصل به إلى الغيب، ومن الجدير بالضكر أن الغيبيات كثيرة، لكن هذه الخمسة من المفاتيح هي الأعظم أو كما أخبر أهل العلم أنها أمهات الأمور، وكان المشركين إما ينكرونها أو يدّعون علمها، وقد عبّرت النصوص الشرعية عن هذه الغيبيات بالمفاتيح وذلك تقريبًا لأذن السامعين، وتعظيمًا لما يوجد في الغيب، فكيف يصل الإنسان للغيب إن كان لا يصل لمفتاحه، فالغيب لا يعرفه أحد ولا سبيل إليه إلا بأمر الله، ولا يعرف الغيب إلا الله سبحانه وتعالى والله ورسوله أعلم.